الموصل القديمة بين مشاريع الإعمار والحفاظ على الهوية الثقافية
ضمن سلسلة النشاطات التي يقيمها مركز الموصل للثقافة والعلوم عقد القسم العلمي في المركز حلقة نقاشية بعنوان "الموصل القديمة بين مشاريع الإعمار ومتطلبات الحفاظ على الهوية الثقافية" على قاعة المركز في تمام الساعة الرابعة من عصر يوم السبت ٢٠١٩/٢/٢٣ الموافق ١٨/جمادى الآخرة/١٤٤٠ هــ استضاف خلالها شخصيات إدارية وفنية وأكاديمية ونخبة من الاساتذة في مجال الآثار وهندسة العمارة وعلم الأجتماع والتاريخ اذ ناقشت الحلقة أربع أوراق بحثية:
الأولى كانت للأستاذ الدكتور أحمد قاسم الجمعة وقد تناول فيها الأهمية الحضارية والتراثية والأثرية للموصل القديمة كما عرض خلالها مجموعة من التخطيطات التي تمثل الطراز الأثري الذي كانت عليه المساجد والكنائس والأسواق والبيوتات القديمة، ودعا الى إعادة إعمار الموصل القديمة وفق طرازها التراثي والآثري وهويتها الثقافية...
فيما ناقشت الورقة الثانية للأستاذ موفق ويسي المخلفات الأجتماعية التي تركتها الأزمات الأقتصادية والحروب العسكرية التي مرت بها الموصل وأثرها على البناء الاجتماعي والثقافي بين أبناء المدينة.
الورقة الثالثة كانت للمهندس الدكتور احمد يوسف العمري/ رئيس قسم العمارة في جامعة الموصل ناقشت ابرز السبل الناجعة لإعادة إعمار المدينة القديمة بآليات حديثة مع الحفاظ على الطراز المعماري الذي يميزها
اما الورقة الرابعة فكانت للدكتور محمد نزار الدباغ / مركز دراسات الموصل قدم فيها العديد من المقترحات في سبيل النهوض بالواقع الخدمي والاقتصادي والثقافي لاسيما بعد الحرب الأخيرة والتدمير الذي طالها في ظل العمليات العسكرية.
فيما بعد فتح النقاش أمام الحاضرين من أجل ابداء التعليقات وطرح الأسئلة واعطاء المقترحات.
وقد خرجت الحلقة بعدد من التوصيات أهمها:
١. وجوب اعادة اعمار المدينة القديمة بالهيئة التي كانت عليها وعدم إحداث تغييرات الا في الحالات القصوى.
٢. التوصية بإجراء إستبيان يعطي للمواطن الموصلي الحق في اختيار مستقبل المدينة القديمة.
٣. عدم تمرير اي مشروع لإعمار مدينة الموصل من دون الاخذ بنظر الاعتبار وجهة نظر ابنائها من خلال تمثيلهم من قبل المؤسسات العلمية المعنية بالطابع المعماري وعلاقته بالثقافة والنسيج الاجتماعي للمدينة مثل قسم هندسة العمارة والاجتماع وكلية الاثار والمكتب الاستشاري الهندسي في جامعة الموصل.
٤. مراعاة حقوق المالكين للدور المتضررة والمدمرة في مناطق الموصل القديمة وانصافهم من قبل الحكومة والمجتمع وعدم استغلال حاجاتهم للإستيلاء على ممتلكاتهم من دون وجه حق.
٥. ضرورة حماية المواقع الآثرية من أيدي العابثين والسراق واستمرار تأهيل الكوادر من اجل إجراء الدراسات اللازمة.
٦. من خلال الإطلاع على تجارب مدن أثرية تعرضت للتخريب كما في مدن لبنان القديمة وغيرها وإعادتها على وفق طرازها الأثري القديم، نوصي بوضع التخطيط الحضري اللازمة لإعادة البناء من خلال الكوادر المتخصصة، مع الحفاظ على التراث المميز للمدينة القديمة.
٧. واوصى المناقشون ضرورة وضع مخطط استراتيجي متكامل يشمل تشريع قانون لإعادة إعمار الموصل القديمة وتوفير بيئة اقتصادية جاذبة لتشجيع المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال لاسيما من أهالي المدينة للإسهام في عملية إعادة البناء.
٨. ضرورة الحفاظ على دور العبادة المساجد والمراقد والكنائس وغيرها التابعة لأديان مختلفة والتي تعرضت إلى تدمير كامل، وضرورة الحفاظ على التعددية الدينية التي تتميز بها محافظة نينوى واعتبار إعمار المباني الدينية ودور العبادة من العوامل التي تحفز النازحين للعودة إلى مناطقهم.
٩. تأهيل مبنى متحف الموصل وفق أسس علمية حديثة وتوثيق حجم الدمار التي تعرضت له اللُقى الأثرية، وإعادة مكتبته وصيانة قاعاته.
١٠. رفع هذه التوصيات الى الهيئة العامة للآثار والتراث في وزارة الثقافة والى لجنة الثقافة والاعلام النيابية والى منظمة اليونسكو التابعة للامم المتحدة، للنظر فيها والاخذ بها.